الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{أو ألقى السمع وهو شهيد} [37] أي: ألقى سمعه نحو كتاب الله، كما نقول: ألق سمعك إلي.{وهو شهيد}: حاضر قلبه معه.{وأدبار السجود} [40] بفتح الألف جمع دبر، مثل: قفل وأقفال، أو جمع دبر، كطنب وأطناب، وبالكسر على المصدر، وفيه معنى الظرف، {فسبحه} في وقت {إدبار السجود}، وهو ركعتان بعد المغرب.{وإدبار النجوم}: ركعتان قبل الفجر.{من مكان قريب} [41] عن قتادة: ينادى من صخرة بيت المقدس، فتأتيها العظام البالية.{وما أنت عليهم بجبار} [45] يجبرهم على الإيمان، ولا يأتي {فعال} من باب الإفعال إلا الجبار والدراك.تمت سورة ق. اهـ. .قال الأخفش: سورة ق:{ق والقرآن الْمَجِيدِ}.قال: {ق والقرآن الْمَجِيدِ} قسم على {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ}.{أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ}.وقال: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ} لم يذكر {انه رجع} وذلك- والله أعلم- لأنه كان على جواب كأنه قيل لهم: إِنَّكُمْ تَرْجِعُونَ. فقالوا {أَإِذَا كُنَّا تُرابًا ذلكَ رَجْعٌ بعيد}.{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ}.وقال: {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ} لأنك تقول: لَبَسْتُ عليه لَبْسًا.{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}.وقال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} يقول: أَمْلَكُ بِهِ وأَقْرَبُ إِلَيْهِ في المقدرة عليه.{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ}.وقال: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} ولم يقل {عَنِ اليَمِينِ قَعيدٌ وعَنِ الشِّمالِ قَعِيد}. ذكر احدهما واستغنى كما قال: {يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} فاستغنى بالواحد عن الجمع كما قال: {فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا}. اهـ..قال ابن قتيبة: سورة ق:3- {ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} يريدون: البعث بعد الموت، أي لا يكون.4- {قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ}، أي تأكل من لحومهم إذا ماتوا.5- {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ}، أي مختلط. يقال: مرج امر الناس، ومرج الدين.وأصل (المرج): ان يقلق الشيء، فلا يستقر. يقال: مرج الخاتم في يدي مرجا، إذا قلق من الهزال.6- {وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ} أي صدوع. وكذلك قوله: {هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ}؟! [سورة الملك آية: 3].7- {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} أي من كل جنس حسن يبتهج به.9- {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} أراد: والحب الحصيد، فأضاف الحب إلى الحصيد. كما يقال: صلاة الأولى، يراد: الصلاة الأولى. ويقال: مسجد الجامع، يراد: المسجد الجامع.10- {وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ} أي طوالا. يقال: بسق الشيء يبسق بسوقا، إذا طال.{لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ} أي منضود: بعضه فوق بعض. وذلك قبل أن يتفتح. فإذا انشق جف الطلعة وتفرق: فليس بنضيد.ونحوه قوله: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} [سورة الواقعة آية: 29]. وقد قرأ بعض السلف: {وطلع منضود}، كأنه اعتبره بقول في ق: لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ.15- {أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ}!؟ أي افعيينا بإبداء الخلق، فنعيا بالبعث، وهو: الخلق الثاني؟!.{بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ} أي في شك {مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} أي من البعث.16- {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}. و(الوريدان): عرقان بين الحلقوم والعلباوين. والحبل هو: الوريد، فأضيف إلى نفسه: لأختلاف لفظي اسميه.17- {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ} أي يتلقيان القول ويكتبانه، يعني: الملكين. {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ} أراد: قعيدا من كل جانب. فأكتفي بذكر واحد: إذ كان دليلا على الآخر.و(قعيد) بمعنى قاعد، كما يقال: (قدير) بمعنى قادر. ويكون بمنزلة (أكيل وشريب، ونديم)، أي مؤاكل ومشارب ومنادم. كذلك: (قعيد) أي مقاعد.22- {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} أي حاد، كما يقال: حافظ وحفيظ.27- {قال قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ}. مفسر في كتاب (تأويل المشكل).31- {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ} أي أدنيت.36- {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ} أي طافوا وتباعدوا.{هَلْ مِنْ مَحِيصٍ} أي هل يجدون من الموت محيصا؟! فلم يجدوا ذلك.37- {إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ} أي فهم وعقل، {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}. يقول: استمع كتاب اللّه: وهو شاهد القلب والفهم، ليس بغافل ولا ساه.41- {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ} يقال: صخرة بيت المقدس.42- {ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ}: يوم البعث من القبور.ويقال ليوم العيد: يوم الخروج، لخروج الناس فيه.45- {وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} أي بمسلط.وليس هو من (أجبرت الرجل على الأمر): إذا قهرته عليه. لأنه لا يقال من ذلك: (فعال).و(الجبار): الملك، يسمى بذلك: لتجبره. يقول: فلست عليهم بملك مسلط. اهـ..قال الغزنوي: ومن سورة ق:4 {عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ}: علمنا الأجزاء التي تأكل الأرض منهم.5 {مَرِيجٍ}: مختلط مختلف، مرّة يقولون: ساحر، ومرّة: شاعر ومعلّم ومجنون.6 {مِنْ فُرُوجٍ}: شقوق وفتوق يمكن فيها السلوك.9 {حَبَّ الْحَصِيدِ}: كل ما يحصد من الحبوب.10 {باسِقاتٍ}: طوال.{نَضِيدٌ}: منضود متراكب.11 {كَذلِكَ الْخُرُوجُ}: أي: من القبور، أو من بطون الأمّهات.15 {أَفَعَيِينا}: عجزنا عن إهلاك الخلق الأول، ألف تقرير، لأنّهم اعترفوا بأنه الخالق وأنكروا البعث.عييّ بالأمر: لم يعرف وجهه، وأعيى: تعب.16 {حَبْلِ الْوَرِيدِ}: حبل العاتق، وهو الوتين ينشأ من القلب فينبثّ في البدن.17 {الْمُتَلَقِّيانِ}: ملكان يتلقيان عمل العبد وهما الكاتبان.{قَعِيدٌ}: رصد.18 {رَقِيبٌ}: خبر واحد عن اثنين كأنه عن اليمين قعيد، وعن الشّمال قعيد، أو كلاهما قعيد.19 {وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ}: الباء متعلقة ب {جاءَتْ}، كقولك: جئت بزيد، أي: أحضرته وأجأته.21 {مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ}: سائِقٌ: من الملائكة يسوقها إلى المحشر.{وَشَهِيدٌ}: من أنفسهم عليها بعملها. وقيل: هو العمل نفسه.وعن سعيد بن جبير: (السائق) الذي يقبض نفسه، و(الشّهيد) الذي يحفظ عمله.22 {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}: علمك نافذ.23 {وَقال قَرِينُهُ}: الملك الكاتب الشّهيد عليه. وقيل: قرينه الذي قيّض له من الشّياطين.{هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ}: عمله محصى عندي، وعلى القول الآخر المراد به العذاب، و(ما) في مذهب النكرة، أي: هذا شيء لديّ عتيد.24 {أَلْقِيا}: خطاب لمالك على مذهب العرب في تثنية خطاب الواحد.أو هو (القين) بالنون الخفيفة، فأجرى الوصل فيه مجرى الوقف.27 {قال قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ}: يقول شيطانه: ما أغويته، وعلى الأول يقول الكافر: إن الملك زاد عليّ فيما كتب.29 {ما يُبَدَّلُ الْقول لَدَيَّ}: ما يكتب غير الحق ولا يكذب عندي.30 {هَلِ امْتَلَأْتِ}: سؤال توبيخ لمن فيها.{وَتَقول هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}: هل بقي فيّ موضع لم يملأ؟ومعنى هذا القول أنه لا مزيد مكان في جهنم، وقيل في معنى هذه الآية أن قول جهنم هذا بمعنى الاستزادة أي: هل من شيء أزداده؟.كقوله- عليه السلام: «و هل ترك لنا عقيل من دار».32 {حَفِيظٍ}: في الخلوات، أو على الصّلوات.34 {ادْخُلُوها بِسَلامٍ}: سلامة من الزوال.35 {وَلَدَيْنا مَزِيدٌ}: مما لم يخطر ببالهم، أو على مقدار استحقاقهم.36 {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ}: ساروا في طرقها وطوّفوا.والنّقب: الطريق في الجبل.37 {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}: ألقى سمعه نحو كتاب اللّه.{وَهُوَ شَهِيدٌ}: حاضر قلبه.39 {قَبْلَ الْغُرُوبِ}: صلاة الظهر والعصر.40 {وَمِنَ اللَّيْلِ}: العشاء والمغرب.{وَأَدْبارَ السُّجُودِ}: جمع (دبر)، وبالكسر على المصدر، وفيه معنى الظرف والوقت، وهو ركعتان بعد المغرب. و(إدبار النّجوم): ركعتان قبل الفجر.41 {مَكانٍ قَرِيبٍ}: صخرة بيت المقدس.وقيل: من تحت أقدامهم.{جبّار}: مسلّط تجبرهم على الإيمان. اهـ..قال ملا حويش: تفسير سورة ق:عدد 34- 5.نزلت بمكة بعد المرسلات وهي خمس وأربعون آية، عدا الآية 38 فإنها نزلت بالمدينة وثلاثماية وسبع وخمسون كلمة، وألف وأربعمائة وتسعون حرفا، لا يوجد سورة مبدوءة أو مختومة بما بدئت وختمت به.بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.قال تعالى: {ق} مفتاح اسمه القادر والقاهر والقريب والقدوس والقيوم والقدير وهي اسم للسورة أيضا والأحسن في معاني هذه الحروف أن يكل أمرها إلى منزلها وتقول اللّه أعلم بمراده بها وقد ذكرنا في تفسير نون أنها رمز بين المحب والمحبوب لا يعرفه غيرهما وسنذكر أوائل السور المبدوءة بالحروف معاني متفرقة أولا بأول فراجعها ففي كل منها ما ليس في الأخرى، راجع بحث الفرق بين الوحي والإلهام في المقدمة، هذا وقد افتتح جل شأنه سورا من كتابه ببعض حروف الهجاء على سبيل التحدي والتنبيه لكونه معجزا لا يضاهى، ودلالة على عظمته، أتبعه بالقسم فقال: {والقرآن الْمَجِيدِ} العالي الشرف وجواب القسم هذا محذوف تقديره انه لبالغ الإعجاز وإنه جدير أن يؤمن به من يسمعه وأنه لحقيق أن يعذب جاحده، قال ابن عباس رضي اللّه عنهما ق جبل محيط في هذه الدنيا، وقال غيره معناه قضي الأمر بما هو كائن إلى يوم القيامة {بَلْ} إضراب عما تقدم من معنى القسم إلى ما هم عليه من الجهل فقال: {عَجِبُوا} أولئك الكفار قوم محمد {أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ} رسول ينذرهم ويخوفهم عاقبة أمرهم إن أصروا على كفرهم وذلك المنذر {مِنْهُمْ} في أنفسهم عرفوا صدقه وأمانته ونسبه ومكانته وآيته في القرآن البليغ الذي هو في لغتهم ومع ذلك أعرضوا {فَقال الْكافِرُونَ هذا} الذي جاء به محمد من عند ربه {شَيْءٌ عَجِيبٌ} غريب في بابه ونوعه إذ يقول فيه {أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُرابًا} فإنا نحيا مرة ثانية ونسأل عما فعلناه {ذلِكَ} القول الذي يخبرنا به في رجوعنا بعد الموت إلى حالتنا الأولى بعد تفتتها وفنائها {رَجْعٌ بَعِيدٌ} عن العقل لا يوافقه عليه أحد ولا يكاد يصدقه إذ لم يخبرنا به آباؤنا فلا يكون ذلك أبدا وكلامك هذا يا محمد مرجوع عليك لبعد إمكانه قال تعالى ردّا لاستبعادهم ذلك {قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ} من الموتى وما تأكله الأرض من لحومهم وتشربه من دمائهم وترمه من عظامهم بحيث لا يشتبه عليه جزء أحد من الآخر ولا يعزب عن علمه ما تداخل منها في تخوم الأرض وما دخل في بطون الوحوش {وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ} بعددهم وأسمائهم وما ينقص منهم وما يبقى في كل لحظة.وفي هذا رد لاستبعادهم النشأة الأخرى، أي فالذي هو كذلك أيها الناس وقد خلقكم من العدم ألا يقدر على إعادتكم؟ بلى قال تعالى: {كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} الْآيَة 28 من الأعراف الآتية، ثم اتبع الأضراب عن معنى القرآن باضراب آخر عن مغزى الإعادة فقال: {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ} الحياة بعد الموت الثانية بالبراهين المتلوة عليهم من الأنبياء من لدن آدم بادي الرأي ولأول وهلة دون تفكر وتدبر كما أنكروا الإله والنبوة والقرآن.والآيات الدالة على صدقها {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} مضطرب مختلط فكل تكذيب منهم يكون أفظع من الذي قبله، فتارة يكذبون نفس الرسول وأخرى يتهمونه بالسحر والكهانة والجنة والشعر، وطورا يقولون أن ما جاءنا به من أساطير الأولين وخرافاتهم وانه يتعلمه من أهل الكتاب وأنه يتقوله من تلقاء نفسه ومرة يدّعون ألوهية الملائكة والنجوم والأصنام والأوثان فتراهم لا يثبتون على شيء وتقلبهم هذا دليل على كذبهم، قال تعالى موبخا فعلهم ومذكرا لهم بصنعه ببعض حلقه {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها} بلا عمد يرونها أو بلا عمد أصلا، راجع تفسير الآية 2 من سورة الرعد في ج 3 والآية 10 من سورة لقمان في ج2 {وَزَيَّنَّاها} بأنواع الكواكب والشمس والقمر {وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ} شقوق أو صدوع، فاعجبوا من هذا فإنه أعظم من الإعادة بعد الموت، راجع الآية 57 من سورة غافر {وَالْأَرْضَ مَدَدْناها} على الخلاء لا شيء يمسكها ولا يقلها بشيء {وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ} جبالا عظاما لئلا تتحرك بكم فتزعجكم وهذا دليل على كونها قائمة بالهواء وإلا لما قال ذلك {وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ} صنف ونوع من مأكول وغيره {بَهِيجٍ} نظارة وحسنا ولطافة فكل من يراه يبتهج ويسر، أي اغفلوا عن هذا الذي جعلناه {تَبْصِرَةً} للعاقل يتفكر به {وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} إلى ربه تبصر في بدايع صنعه {وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكًا} فيه حياة كل شيء {فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ} بساتين يستدلون بها على جنات الآخرة {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} البر والشعير والذرة والسمسم والدّخن والعدس والرز وكل ما يقطف ويحصد من مأكول الإنسان والحيوان فهل يجهل أحد صنعنا لهذا {وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ} مرتفعات في السماء طوالا مستويات {لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ} ثمر متراكب بعضه فوق بعض وهو في أكمامه فإذا خرج من الكم بأن انشق عنه فيكون منضودا ولهذا قال تعالى في حق الموز {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} الْآيَة 29 من الواقعة الآتية لأنه يطلع بعضه فوق بعض ولم يخلق في الكم أولا ثم يخرج منه، ولهذا فان ثمر النخيل قبل أن ينشق عنه الكم يسمى طلعا، وقد جعلنا هذا كله.
|